الصفحات

الأحد، 9 أغسطس 2009

الرد على شبهة سورة النساء الآية 59

بسم الله الرحمن الرحيم 

.

.

قال أعداء الإسلام :- الإسلام يُبيح التمتع بالأطفال الرضع لأن الخمينى يبيح التمتع بالرضيعة .


.

الرد على هذا المطعن :- 

.

قال الله تعالى :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً
(59)النساء

هل الحق سبحانه قال : يا أيها الناس أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ؟ لا .
لم يقل ذلك ، لقد قال : {يا أيها الذين آمنوا} .. إذن ما دمت قد آمنت بالله إلها حكيماً خالقا عالماً مكلفاً فاسمع ما يريد أن يقوله لك .

.
إذن حيثية إطاعة الله وإطاعة الرسول هي : الإيمان به .

.
فهل هذه الطاعة لصالحنا ام لصالحه ؟

وبعد ذلك قال : ((وَأُوْلِي الأَمْر)) ، و ((وَأُوْلِي الأَمْر)) هنا لم يتكرر لهم الفعل ، فلم يقل : وأطيعوا أُوْلِي الأَمْر .. لنفهم أن أولي الأمر لا طاعة لهم إلا من باطن الطاعتين : طاعة الله وطاعة الرسول ، ونعلم ان الطاعة تاتي في أساليب القرآن بثلاث أساليب : ((أطيعوا الله والرسول)) و ((أطيعوا الله وأطيعوا الرسول)) , و((أطيعوا الرسول )) فقط .. إذن فثلاثة أساليب في الطاعة : 

الأسلوب الأول : أطيعوا الله والرسول ، فأمر الطاعة واحد والمطاع هو الله والرسول
الأسلوب الثاني : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول
الأسلوب الثالث : أطيعوا الرسول ، نعم . فالتكليفات يامر بها الحق سبحانه وتتأكد بحديث من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، او فعله أو تقريره ، وهنا تكون الطاعة في الأمر لله والرسول ، أو أن الحق قد امر اجمالاً والرسول عين تفصيلاً ، فقد أطعنا الله في الإجمال وأطعنا الرسول في التفصيل فتكون الطاعة لله ، وتكون الطاعة للرسول ، أو إن كان هناك أمر لم يتكلم فيه الله وتكلم الرسول فقط ، ويثبت ذلك بقول الحق :
[مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ ] 
(من الآية 80 سورة النساء)

وقوله تعالى
[وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا
(من الآية 7 سورة الحشر)

إذن فهذه تثبت أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة ملاحظ في التشريع : ملحظ يشرع فيه ما شرع الله تاكيداً له أو أن الله قد شرع إجمالاً ، والرسول عين تفصيلاً .

والأمثلة على ذلك : أن الله فرض علينا خمس صلوات ، وفرض علينا الزكاة ، وهذه تكليفات قالها الله ؛ والرسول يوضحها : النصاب كذا ، والسهم كذا .

إذن فنحن نطيع الله في الأمر إجمالاً ، ونطيع الرسول في الأمر التفصيلي ، أو أن الأمر لم يتكلم فيه الله حكماً ، وإنما جاء من الرسول بتفويض من الله ، لذلك ...... لذلك ...... لذلك فإن قال لك أي إنسان عن أي حكم من الأحكام : فقل له هات دليله من القرآن فإن لم يجد أو تجد دليلاً من القرآن فقل له : دليل أي أمر قال به رسول الله صلى الله عليه وسلم من القرآن هو قول الحق :
[وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا
((من الآية 7 سورة الحشر))

هذا دليل كل أمر تكليفي صدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

اما الأمر بطاعة أولي الأمر فقد جاءت بالعطف على المطاع دون أمر بالطاعة ، مما يدل على أن طاعة ولي الأمر ملزمة إن كانت من باطن طاعة الله وطاعة رسوله ، وفي ذلك عصمة للمجتمع الإيماني من الحكام المتسلطين الذين يحاولون أن يستذلوا الناس بقول الله : ((وأولي الأمر)) ويدعون أن طاعتهم واجبة ، يقول الواحد منهم : ألست ولي أمر ؟ فيرد العلماء : نعم أنت ولي أمر ولكنك معطوف على المطاع ولم يتكرر لك أمر الطاعة ، فدل ذلك على أن طاعتك واجبة إن كانت من باطن الطاعتين . فإن لم تكن من باطن الطاعتين فلا طاعة لك ، لأن القاعدة هي : ((لا طاعة لمخلوق على معصية الخالق)).


قال تعالى : "وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله" (الشورى: 10)

قال تعالى : " فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر " (النساء59)

وقال الرسول : "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وسنتي "
.
إذن : فالحاكم المسلم مطالب أولاً باداء الأمانة ، وطالب بالعدل ، ومطالب أيضاً أن تكون طاعته من باطن طاعة الله وطاعة رسوله . فإن لم تكن فيه هذه الشروط ، فلا طاعة لمخلوق على معصية الخالق لأن الشرط الأساسي هو ان حكمه او فتوته ملزمة باطن طاعة الله وطاعة رسوله .


إذن فالفتوى التي نحن بصددها .. بلوها وامسحوا بها .... وجوهكم ، لأنها مردودة لصاحبها لخروجها عن ما تم سرده من مفهوم طاعة الله وطاعة الرسول .
.

الإمام/ محمد متولي الشعراوي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق