الصفحات

الخميس، 30 يوليو 2009

الرد على شبهة سورة النساء آية 163

بسم الله الرحمن الرحيم




قال أعداء الله :- الوحي للأسباط:

“وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعَقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ... ; (آية 163).

- 1 - نسب القرآن إلى الأسباط (أبناء يعقوب) وحياً. ونحن لا نعلم ما هو. والقرآن نفسه ينسب لهم في يوسف 12: 8 10 عدّة خطايا لا تخرج من مؤمنين، فما بالك بالأنبياء (وقد تحدثنا عما نُسب إليهم تفصيلاً في الجزء الأول من هذه السلسلة). فهل يُعقل أن الله يتَّخذ مثل هؤلاء أدواتٍ لتبليغ رسالته؟

- 2 - في الآية لم يُراعَ الترتيب التاريخي للأنبياء، فذكر المسيح قبل أيوب ويونس، ثم ذكر هارون وسليمان، ثم عاد لداود دون أي انسجام في ترتيب الأسماء
......... انتهت الشبهة .
.
الرد على المطعن :-
.
هذا هو إيمان المسلمين : { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } .

أما ما قيل عن أنبياء الكتاب المقدس نجد : 

يسوع وإشعياء وحزقيال وصموئيل .... من الأنبياء الكذبة

.
:
.
{ وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب } أعاد ذكر هؤلاء بعد ذكر النبيين تعظيماً لأمرهم وتفخيماً لشأنهم { والأسباط } وهم أولاد يعقوب. وقيل: إن الأسباط في ولد إسحاق كالقبائل في ولد إسماعيل وقد بعث منهم عدة رسل كيوسف وداود وسليمان وموسى وعيسى فيجوز أن يكون أراد بالوحي إليهم الوحي إلى الأنبياء منهم كما تقول: أرسلت إلى بني تميم إذا أرسلت إلى وجوههم ولم يصح أن الأسباط الذين هم إخوة يوسف كانوا أنبياء { وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان } وقدَّم عيسى على أنبياء كانوا قبله لشدة العناية بأمره لغلو اليهود في الطعن فيه والواو لا يوجب الترتيب { وآتينا داود زبوراً } أي كتاباً يسمى زبوراً واشتهر به كما اشتهر كتاب موسى بالتوراة وكتاب عيسى بالإنجيل.

وقيل : ولما أجمل تعالى ذكر النبيين فصّل فقال منبهاً على شرف من ذكرهم وشهرتهم: { وأوحينا إلى إبراهيم } أي أبيكم وأبيهم كذلك { وإسماعيل } أي ابنه الأكبر الذي هو أبوكم دونهم { وإسحاق } وهو ابنه الثاني وأبوهم { ويعقوب } أي ابن إسحاق { والأسباط } أي أولاد يعقوب.


ولما أجمل بذكر الأسباط بعد تفصيل مَنْ قبلهم فصّل من بعدهم فقال: { وعيسى } أي الذي هو آخرهم من ذرية يعقوب { وأيوب } وهو من ذرية عيصو بن إسحاق على ما ذكروا { ويونس وهارون وسليمان } ولما كان المقام للتعظيم بالوحي، وكان داود عليه الصلاة والسلام من أهل الكتاب قال: { وآتينا داود زبوراً * } أي وهم يدعون الإيمان به مع اعترافهم بأنه لم ينزل جملة ولا مكتوباً من السماء.


واعلم أن الأنبياء المذكورين في هذه الآية سوى موسى عليه السلام إثنا عشر ولم يذكر موسى معهم، وذلك لأن اليهود قالوا: إن كنت يا محمد نبياً فأتنا بكتاب من السماء دفعة واحدة كما أتى موسى عليه السلام بالتوراة دفعة واحدة، فالله تعالى أجاب عن هذه الشبهة بأن هؤلاء الأنبياء الأثنى عشر كلهم كانوا أنبياءً ورسلاً مع أن واحداً منهم ما أتى بكتاب مثل التوراة دفعة واحدة، ثم ختم ذكر الأنبياء بقوله { وَءاتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً } يعني أنكم اعترفتم بأن الزبور من عند الله، ثم إنه ما نزل على داود دفعة واحدة في ألواح مثل ما نزلت التوراة دفعة واحدة على موسى عليه السلام في الألواح، فدل هذا على أن نزول الكتاب لا على الوجه الذي نزلت التوراة لا يقدح في كون الكتاب من عند الله، وهذا إلزام حسن قوي.
.

الأربعاء، 29 يوليو 2009

محجوزة

...

محجوزة

..