الصفحات

الاثنين، 7 سبتمبر 2009

رد شبهة سورة النساء آية 24

بسم الله الرحمن الرحيم
.
يقول أعداء الله ورسوله :- إلى أجلٍ مسمَّى !

“فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ; (آية 24).

رُوي عن سعيد بن جبير: فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمَّى وقال هذه قراءة أُبيّ بن كعب (كتاب المصاحف للساجستاني فصل مصحف أُبيّ). وأُبيّ هذا هو أحد الأربعة الذين أُخذ عنهم القرآن (البخاري باب جمع القرآن).

وهذه القراءة هي ما يستدل به الشيعة على إباحة زواج المتعة، وهو أن يتزوج الرجل بأيّ امرأةٍ لفترةٍ محدودة وبأجر محدّد دون عقد أو شهود (كتاب الفقه على المذاهب الخمسة الفقه الجعفري).

وإن كانت هذه القراءة صحيحة أو غير صحيحة. فهي تبين أن القرآن قد حُذف أو أُضيف إليه أشياء أثناء الجمع لأسباب يعلمها جامعوه.
. انتهت الشبهة
.
الرد على هذا المطعن :-
.
أولاً:- كتاب المصاحب  لـ "أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني". ولد سنة 230 هـ / وهو ضعيف .... بل اتهمه أبوه بالكذب. وحكمُهُ على الأحاديث غير مقبول عند المحققين.

وهذا يجعلنا نشكك في صحة الروايات التي انفرد بها ، في كتاب المصاحف .

جاء في تذكرة الحفاظ للذهبي 2 / 302 " قال السلمي: سألت الدارقطني عن ابن أبي داود، فقال: كثير الخطأ في الكلام في الحديث " وفيه " قال أبو داود: ابني كذاب ".

وانظر: ميزان الاعتدال 2/433 والعبر 2/164. و قال ابن عدي في الكامل في الضعفاء ج 4 / 226 " ... علي بن الحسين بن الجنيد يقول سمعت أبا داود السجستاني يقول ابني عبد الله هذا كذاب. وكان بن صاعد يقول كفانا ما قال أبوه فيه. سمعت موسى بن القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الأشيب يقول حدثني أبو بكر قال سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول أبو بكر بن أبي داود كذاب ".والمعروف أن أبا داود من أئمة الجرح والتعديل المعول على تعديلهم وتجريحهم. وهو ثقة ثبت إمام حجة في الحديث وعلم رجاله. ومن أعلم بالابن أكثر من الأب ؟!! أرأيتم دقة الضبط والورع عند علماء الحديث .لم يتورع عن وصف ابنه بما يستحق ...وقد أخبر البغوي أنه : " كتب إليه أبو بكر بن أبي داود رقعة يسأله فيها عن لفظ لحديث جده. فلما قرأ رقعته قال: أنت عندي والله منسلخ عن العلم ".انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي 10 / 583... أما الأحاديث والروايات التي قدمها خلال كتاباته من صحيح البخاري ومسلم ليُكذبها وليس لياخذها حجة له .. هذا أولاً

.

ثانياً:- القرآن لا يؤخذ بالآحاد بل بالتواتر ، إذن ما يقال أن هذه قراء فلان أو قراءة فلان .. فهذا لا يعني لنا شيء .

وقد جاء في الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي :- أخرج عبد الرزاق عن عطاء. أنه سمع ابن عباس يقرؤها " فما استمتعتم به منهن إلى أجل فآتوهن أجورهن " وقال ابن عباس: في حرف أبي بن كعب " إلى أجل مسمى ".......... وهذا يؤكد بأن حرف أبي بن كعب ليس له في الإسلام شيء لأن القرآن نزل ونأخذه من رسول الله صلى الله عليه وسلم  ... ولو كان حرف أبي بن كعب هو الذي نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم لجاء به أبي بن كعب يوم جلس زيد بن ثابت وعمر بن الخطاب على باب المسجد لجمع القرآن في عهد أبو بكر الصديق  ومعه اثنين من الشهود ، ولكنه لم يفعل .. كما أن زيد بن ثابت هو أحد كتبة الوحي .

.

أما قول أن القرآن قد حُذف أو أُضيف إليه أشياء أثناء الجمع ، فهذا كلام عاري من الصحة ولا يوجد دليل واحد يؤكده .. فالمعلوم لدينا أن أعداء الإسلام غارقين في التحريفات فلم يجدوا لأنفسهم مخرج من الفضائح إلا الطعن في الديانات الأخرى لكي يقولوا أنهم ليسوا هم الوحدين الذين يعانوا من التحريفات في كتبهم ولكن هيهات .

.

ثالثاً:- أما قوله تعالى: { فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَـئَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً }.

الاستمتاع في اللغة الانتفاع، وكل ما انتفع به فهو متاع، يقال: استمتع الرجل بولده، ويقال فيمن مات في زمان شبابه: لم يتمتع بشبابه. قال تعالى:
{ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ }
[الأنعام: 128]

وقال:
{ أَذْهَبْتُمْ طَيّبَـتِكُمْ فِى حَيَـتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا }
[الأحقاف: 20]

يعني تعجلتم الانتفاع بها، وقال:
{ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلـقِكُمْ }
[التوبة: 69]

يعني بحظكم ونصيبكم من الدنيا. وفي قوله: { فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ } وجهان: الأول: فما استمتعتم به من المنكوحات من جماع أو عقد عليهن، فآتوهن أجورهن عليه، ثم أسقط الراجع إلى «ما» لعدم الالتباس كقوله:
{ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الاْمُورِ }
[الشورى: 43]

فأسقط منه. والثاني: أن يكون «ما» في قوله: { مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ } بمعنى النساء و«من» في قوله: { مِنْهُنَّ } للتبعيض، والضمير في قوله: { بِهِ } راجع إلى لفظ { مَا } لأنه واحد في اللفظ، وفي قوله: { فآتوهن أجورهن } إلى معنى «ما» لأنه جمع في المعنى، وقوله: { أُجُورَهُنَّ } أي مهورهن، قال تعالى: { وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً } إلى قوله:
{ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَءاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ }
[النساء: 25]

وهي المهور، وكذا قوله: { فآتوهن أجورهن } ههنا، وقال تعالى في آية أخرى:
{ لاَّ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا ءاتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ }
[الممتحنة: 10]

وإنما سمي المهر أجراً لأنه بدل المنافع، وليس ببدل من الأعيان، كما سمي بدل منافع الدار والدابة أجرا ، والله أعلم.


ثم قال تعالى: { فآتوهن أجورهن فريضة } والمعنى أن إيتاءهن أجورهن ومهورهن فريضة لازمة وواجبة، وذكر صاحب «الكشاف» في قوله: { فَرِيضَةً } ثلاثة أوجه:

أحدها: أنه حال من الأجور بمعنى مفروضة.
وثانيها: أنها وضعت موضع إيتاء، لأن الايتاء مفروض.
وثالثها: أنه مصدر مؤكد، أي فرض ذلك فريضة.
.

أما ما يخص اهل الشيعة في زواج المتعة فهذا لا يمس الإسلام بشيء لأن زواج المتعة مُحرم في الإسلام .. فالعيب ليس في الإسلام بل العيب فيمن يُفسروا تشريعات الإسلام على أهوائهم ، والله يفصل بينهم يوم القيامة .

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق