الصفحات

الاثنين، 7 سبتمبر 2009

الرد على سورة النساء آية 15

بسم الله الرحمن الرحيم
.
يقول أعداء الله ورسوله :- حبس المرأة حتى الموت

وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (النساء 15)
.. انتهت الشبهة .
.
الرد على هذا المطعن :-
.
العجيب أن المستشرقون أعوان الكنيسة كان من باب أولى أن يدينوا داود المذكور في كتبهم قبل أن يدينوا الإسلام ، لأن عقيدتهم أعلنت من أكثر من ألفي عام حبس النساء حتى الموت وجاء ذلك بقولهم :-

سفر صموئيل الثاني20: 3
و جاء داود الى بيته في اورشليم و اخذ الملك النساء السراري العشر اللواتي تركهن لحفظ البيت و جعلهن تحت حجز و كان يعولهن و لكن لم يدخل اليهن بل كن محبوسات الى يوم موتهن في عيشة العزوبة 
.
فهم إذن يُدينون أنفسهم قبل ان يدنوا الإسلام .
.
قال الله تعالى:-
وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (النساء 15).

وَاللَّاتِي : اسم موصول لجماعة الإناث ، وذلك خاص باكتفاء المرأة بالمرأة .

وماذا يقصد بقوله : فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَة ؟

إنه سبحانه يقصد به حماية الأعراض ، فلا يلغ كل واحد في عرض الآخر ، بل لا بد أن يضع لها الحق احتياطا قوياً ، لأن الأعراض ستجرح ، ولماذا ((أربعة)) في الشهادة ؟

لأنهما اثنتان تستمتعان ببعضهما ، ومطلوب أن يشهد على كل واحدة اثنان فيكونوا أربعة ، وإذن حدث هذا ورأينا وعرِفنا وتأكدنا ، ماذا نفعل .؟

قال سبحانه : ((فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ)) أي احجزوهن واحبسوهن عن الحركة ، ولا تجعلوا لهن وسيلة التفاء إلى أن يتوفاهن الموت ((أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا )) وقد جعل الله .

والذين يقولون : إن هذه المسألة خاصة بعملية بين رجل وامرأة ، نقول له : إن كلمة ((واللاتي)) هذه اسم موصول لجماعة الإناث ، أما إذا كان هذا بين ذكر وذكر ففي هذه الحالة يقول الحق سبحانه :

وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا {النساء/16}

الآية هنا تخص بلقاء رجل مع رجل ، ولذلك تكون المسألأة الأولى تخص المرأة مع المرأة ، ولماذا يكون العقاب في مسألة لقاء المرأة بالمرأة طالباً للمتعة هو الإمساك في البيوت حتى يتوفاهن الموت ؟ لأن هذا شر ووباء يجب أن يحاصر ، فهذا الشر معناه الإفساد التام ، لأن المرأة ليست محجوبة عن المرأة ، فلأن تحبس المرأة حتى الموت خير من أن تتعود على الفاحشة . ونحن لا نعرف ما الذي سوف يحدث من أضرار ، والعلم مازال قاصراً ، فالذي خلق هو الذي شرع أن يلتقي الرجل بالمرأة في إطار الزواج وما يجب فيه من مهر وشهود . وسبحانه أعد المرأة للأستقبال ، واعد الرجل للإرسال ، وهذا امر طبيعي .

فقول الحق سبحانه :

وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (النساء 15).

فالمقصود بـ ((نسائكم)) هنا المسلمات ، لأننا لا نشرع لغيرنا ، لأنهم غير مؤمنين بالله ، وطلب الشهادة يكون من أربعة من المسلمين ، لأن المسلم يعرف قيمة العرض والعدالة ... أما في اليهودية او المسيحية فحدث ولا حرج ففضائح المعمودية وزيت الميرون دمرت القيم والمباديء فالكل عراه ، هذا ولم نخفي على حضراتكم ما يحدث بالقبلة المقدسة داخل الكنائس والكل يُقبل بعضه من رجال على نساء .

وقد عرفنا في العصر الحديث هذا التشريع ولكن بمسمى آخر وهو الحجر الصحي الذي نضع فيه أصحاب المرضى والعدى . وهناك فرق بين من أصبن بـ (مرض معدٍ) ومن أصبن بـ (العطب) .

فإن كنا نعزل أصحاب المرض المعدي فكيف لا نعزل اللاتي أصبن بالعطب ؛ لذلك يقول الحق (فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا) . أي أن تظل كل منهما في العزل إلى أن يأتي لكل منهن ملك الموت .

.

الإمام / محمد متولي الشعراوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق